تتعدد مصادر الرزق ويتعدد الساعون خلفها من طامح ومثابر وضارب في الأرض وإلى الله تعالى النشور، فمنها المتعبة الشاقة ومنها السهلة المريحة ومنها ما هو بين هذا وذاك، ولعل من أقدم المهن على وجه البسيطة مهنة تربية الإبل ورعايتها، ولقد عرفت في ليبيا منذ قديم الزمان حسب ما جاء في كتب التاريخ.
تعتبر ليبيا من الدول التي تنتشر بها هذه المهنة، نتيجة ملائمة الجغرافيا والطبيعة لتربية الإبل وعيشها، حيث يغلب عليها الطابع الصحراوي والجاف، وهذا مناخ مناسب تتأقلم معه الإبل من حيث طبيعة تكوينها النفسي والجسمي، فهي تقتات على الشجيرات والأعشاب الصحراوية وتساعدها خصائص جسمها على تحمل طبيعة الصحراء، تجوب الفيافي بحثا عن الماء والكلاء.
يقوم العديد من الليبيين في الوقت الحاضر بتربية الإبل ورعايتها، فهي مصدر مهم للحوم والالبان والوبر، زيادة عن ذلك فلقد كانت للإبل في القرن الماضي وما قبله مهام متعددة سلما وحربا، فهي من اضطلعت بمهام الحرث والنقل واستخدمت وسيلة للسفر ولقد كانت هي الوسيلة المثلى لهذه المهام، تغنوا بها الشعراء ولازالوا، إنها رمز من رموز ليبيا التاريخية!
تواجه مهنة تربية الإبل ورعايتها حاليا الكثير من التحديات، نتيجة لإنها مهنة شاقة ومتعبة، فيعزف الكثير من الشباب الليبي على القيام بذلك، وأغلب من يقوم براعيتها هم عمالة من دول جنوب الصحراء كتشاد ومالي والنيجر والسودان.
أخيرا وليس آخرا تعتبر تربية الإبل مصدر دخل مهم نتيجة توافر كافة العناصر المهمة الداعمة لذلك والتي منها ملائمة طبيعة ومناخ و حجم رقعة ليبيا لتربيتها، و نتمنى من الجهات المسؤولة في ليبيا دعم هذا المورد، من خلال القيام بالدراسات و الأبحاث التي تساعد على تطويرها و كذلك وضع السياسات و الخطط التي تساهم في زيادة الاتجاه نحو تربية الابل و خلق فرص لسوق العمل الليبي و أيضا الحفاظ على موروث هام يعاني الإهمال!
