نعيش وسط محيط معتقدين بأنه وُجِد ليخدمنا، وكأننا نحن البشر محور الأرض. ربما هو حقاً وُجِد لمساعدتنا، لهدايتنا إلى طريق ما. كل ما علينا هو التوقف قليلا عن تشتيت أنفسنا/غيرنا والتأمل بما لا زال باقيا ليذكّرنا بهويتنا، فلا مستقبل لأحد طالما الحفاظ على خطاب الكراهية مستمر. الرسائل محيطة بنا من كل جانب -حرفيا- من فن عمارة مبانينا الذي يأخذك في رحلة عبر الزمن، من طوب بناء بألوان يفوق عددها عدد خلافاتنا، من تجاعيد من عاش كفاية لترسم الحياة كفاحه على جلده في هذا البلد، من نقوش وتفاصيل أخّاذة تستلهم جمالها من اختلاف وتنوع ثقافات على أرض واحدة. بحيوانات تُذكّرنا بأن سر النجاة هو التكيف مع التغيرات. من أعين صغيرة تعكس صورا لعالم أكبر تلعب رغم كل صفارات الإنذار والتحذيرات الأمنية. من حائط كنيس يهودي، وجرس كنيسة وأعمدة مسجد وجيران الماضي. من مطبخ يعلمك التاريخ قبل الطبخ. ونظرة فخر عندما يطلب منك غرباء أجانب التقاط صورة بجانبك وأنت بلباس تقليدي خارج ليبيا.
كل ما حولنا ينادينا للتوقف قليلا وبدل الاستمرار في التجاهل باسم العيش، ماذا لو اهتممنا لأجل التعايش؟
لأن ما يذكّرك بنفسك هو الأولى بالاهتمام
في التفاصيل تكمن الهوية، وتحت غبار الماضي يرقد الحل
وفي ربط كل هذا، نَصِل.
وصلة
بقلم ربيع بركات